يا ضيعان الشجر
كان يوم "خاص" استقبلت فيه جمانة بعد غياب 25 سنة وأودع ميا بعد غياب عشرين سنة، وودعت السن بعد خلاف مضى وكأن شيئاً أو خلافاً لم يكن من "يوم" "خاص" فجأة "طلع ع بالي" ألعب " بالربع" لعبة "طرة نقشة". فأدخلت يدي في جيبي حيث أمسكت القطعة المعدنية و"برمتها" لمرات عدة ثم أبقيتها في مكانها، ورفعت يدي لأتناول السبحة من يدي اليسرى وأعود لأسبح، وذلك بعد أن مرت ومضة في خيالي تذكرني بأني قد بلغت 54 سنة، وحتماً سأبدو "مضحكة" لمن يراني ألعب "بالربع". من "عودة إلى "الربع" ليرة" لا تعرف عن بعضنا البعض سوى القليل وليس هناك صديق أو صديقة لها ولي مشتركان ولا أعرف بيتها ولا تعرف بيتي ولا عندي تمرة تلفونها ولا هي عندها نمرتي كل ما كنا نعرفه عن بعضنا البعض أننا من سكان الحمراء من "تزوجت" درس هروب منها مثلما يدرس التلميذ الشاطر درسه لينال علامة جيد جداً. إذ كان لا يريد أن تعلق بها، وفي الوقت نفسه يريدها وبخاصة لأنها أظهرت ميلاً ما نحوه وإن بإشارات لا بد منها فيما هو كان يتمنى ظهور تلك الإشارات من امرأة ينتظرها من "دبر لها واحد" فوافقته من حيث المبدأ، لكني سرعان ما قلت له بأن الوضع الآن كما هو معروف لم يعد يقيم وزناً لمعايير الكتابة والطباعة والنشر وكل من لديه أو لديها المال يدفع ويطبع صف كلام لا أدب ولا إبداع فيه من "يا ضيعان الشجر وبخاصة عن توارد الأفكار الذي حصل ما بين يوسف الخال وبيني حول فكرة أن يتحقق نوع آخر من الاشتراكية في أميركا وأوروبا مع فارق زمني بأربعة عقود ما بين تاريخ كتابة يوسف الحال عن تلك الاشتراكية، وبين ما أنا كتبته منذ ستة أسابيع من بحبشة كاتب ظهر تأثير كلام جدتي في بوضوح، إذ كثيراً ما كنت اتذكر وأرى في خيالي تعابير وجه جدتي المجعد وفيه لمحة غضب وزعل على ملح أغصان التين والزيتون وتردادها لكلمتي عم يكرهو الناس فين" و "بهيك عمايل ما يتحرر فلسطين.