في هذا العمل من سلسلة موسوعة الكاتب الروائيَّة التاريخيَّة العرفانيَّة، يتجدَّد بنا السفر مع حكاية خناثة "أمّ السلاطين" التي ينحدر من رَحِمِها ملوكُ المغرب من دولة الأشراف العلويين منذ القرنين السابع عشر والثامن عشر. نتعرَّف إلى الفتاة الصحراويَّة خناثة في قبيلتها، ثم كيف انقلبتْ حياتُها بعد زواجها من السلطان مولاي إسماعيل، ومواجهتها لدسائس الحريم السلطانيّ، ثم تأسيس دولة قويَّة تحت مظلَّة صحيح البخاري. كما نتابع الزلزالَ الفكريَّ الذي أحدثه ظهورُ شَبتَاي زِيفِي، "المسيخ الدجّال" في أوساط اليهود في العالم... ثم خناثة بعد وفاة زوجها السلطان، والدخول في تجربة روحيَّة سامية.

يتواصل إخراجُ الديوان الكبير للشَّيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي بعد أن أصدرنا منه الجزءَ الرابعَ محقَّقًا عام 2018. ثمَّ أعقبنا ذلك بتحقيق «المجلّدة السابعة» من الديوان نفسه. وهي تتضمَّن أشعارًا من القسم الأخير من الجزء الأوَّل من هذا الديوان. وأشعارًا من الجزء الثاني منه. كما أصدرنا تحقيقَ الجزء الثالث من هذه الموسوعة الشعريّة العرفانيّة.

مع صدور هذا المجلّد الأخير الذي يتضمّن مقدّمةً نثريَّةً في الشعر العرفانيّ، وقصائد السلطانيّات، وقصائدَ الزينبيّات، نكون قد استوفينا مجملَ الإنتاج الشعريّ الأكبريّ، وقد اعتمدنا في تحقيق هذا المجلّد على عدّة مخطوطاتٍ قمنا بمقابلتها، وأولينا عنايةً خاصّة بضبط الأشعار والتعليق عليها وتوضيح ألغازها. وقد بلغ مجموعُ ما حقّقناه ستّة عشر ألف بيت شعريّ أغنيناها بأكثر من ثلاثة آلاف وأربعمائة هامش تُسهِّل على القُرّاء فهمَ دلالاتها ومراميها. واعتمدنا منهجيّةً علميّة دقيقة في مقابلة دلالات الأشعار وسياقاتها المختلفة بما ورد في كتب الشيخ الأخرى، وبخاصّةٍ كتاب الفتوحات المكيّة.

ولا شكّ في أنّ هذا التحقيق العلميّ الرصين سيُلهم الباحثين والمفكّرين والأدباء والفنّانين وأهلَ النسبة بمواردَ غايةٍ في الجمال والعمق والروحانيّة.

تواصل إخراجُ الديوان الكبير للشَّيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي بعد أن أصدرنا منه الجزءَ الرابعَ محقَّقًا عام 2018. ثمَّ أعقبنا ذلك بتحقيق «المجلّدة السابعة» من الديوان نفسه. وهي تتضمَّن أشعارًا من القسم الأخير من الجزء الأوَّل من هذا الديوان. وأشعارًا من الجزء الثاني منه.

ونُتحف القرّاءَ اليومَ بنشر الجزء الثالث من الديوان الكبير محقّقًا، بعد أن بذلنا ذلك غايةَ الوسع حتى يخرج في أحكم صورةٍ علميّةٍ من الضبط والتوثيق. وقد كان الأصل الذي اعتمدنا عليه في تحقيق هذا الجزء مخطوطةً لأحد أصحاب الشيخ، محفوظةً في مكتبة وليّ الدين في إسطانبول، ومنسوخةً بتاريخ 640للهجرة، أي بعد أقلّ من سنتين على وفاة المؤلف، ثم اعتمدنا في المقابلة على مخطوطات أخرى.

يتضمّن هذا الجزء الثالث من الديوان الكبير 356قصيدةً تُنشر لأوّل مرّة، بمجموع أبياتٍ تصل إلى3441، والغرضُ الغالب في هذا الجزء يمتح من معجم المحبّة والغزليّات، ويرتبط به موضوعُ التجلّيات الإلهيّة في صور المعتقدات. وهذا ما دفعنا إلى توضيح مذهب الشيخ الأكبر في قضايا مثل: حقيقة الوجود، ودين الحبّ، ووظيفة الرمز في الشعريّة العرفانيّة الأكبريّة... بشكلٍ يرفع اللبسَ، ويقرِّب هذه القضايا الشائكةَ من القارئ.

لقد بدأ اهتمامي بشِعر الشَّيخ الأكبر منذ مطلع العقد الأخير من القرن الماضي حين كنت أُحَضِّرُ رسالةَ الدكتوراه في علم الدلالة في جامعة السوربون. كما كنتُ أتابع في الفترة نفسها دروسًا أخرى على كبار الأساتذة في عدَّة مجالات معرفيَّة، ومنها دروسُ الأستاذ والفيلسوف العرفانيّ المسلم علي (ميشال) شودكيفيتش حول ابن العربي الحاتمي، في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعيّة في الجامعة نفسها.

وفي تلك الفترة، بدأتُ أجمع نسخَ الدِّيوان الكبير، ومن بينها نسخة ديوان المعارف الإلهيّة، المحفوظة في المكتبة الوطنيّة في باريس. وقد استفدت كثيرًا من هذه النُّسخة على الرّغم من صعوباتها العديدة، وأنجزتُ منذ ذلك الوقت عدَّة أبحاث علميّة عن شعريّة ابن العربي.

ثم جمعتُ أكثر من 50 مخطوطة موزَّعة عبر مكتبات العالم مكَّنتني من تحقيق هذا الدِّيوان الكبير الذي أصدرتُ منه، نهايةَ سنة 2018، الجزءَ الرابعَ محقِّقًا، ثم يتواصل اليوم تحقيق المجلَّدة السَّابعة من الدِّيوان نفسه، وتتضمَّن القسمَ الأخير من الجزء الأوَّل من هذا الدِّيوان، كما تتضمَّن قسمًا من الجزء الثاني منه. فهذه المجلَّدة السّابعة تُعتبر إبرازةً أخيرةً للدِّيوان الكبير. ويبلغ مجموع الأبيات في المجلَّدين اللذين حقَّقتهما حتى الساعة 10.015 بيتًا. وهي ثروة شعريّة هائلة تتضمّن غزليّات وعرفانيّات غاية في السموّ والجمال من التراث الأدبيّ الإنسانيّ الخالد.

روايةٌ عن إحدى أكبر الشخصيّات الخطرة في التاريخ الإنسانيّ، أبي حامد الغزالي، عن يتمه المبكّر وطفولته البائسة المحرومة من حنان الحبّ، عن تجربة الحبّ الآدميّ مع حوّاء، عن خوضه الحروبّ الفكريّة والعقديّة. نخاف عليه حين استهلّ خصومُه من الباطنيّة سياسةَ الاغتيالات السياسيّة. ونعاني لأجله حين يصاب بذعرٍ شديد، فيُعتقل لسانه عن الكلام ويَترك التدريس في نظاميّة بغداد ليخرج هائمًا على وجهه إلى الشام وبيت المقدس.

تحكي هذه الرواية قصّة الأمير الشاعر، الفقيه، الفقير المتجرّد، أبي الحسن الششتري الذي هاجر من الأندلس والمغرب إلى الشرق، ليحقِّق حلم السفر. وفي هذه الرواية، يختلط التاريخ والواقع بالخيال. ولإدراك الفرق لا بدَّ للقارئ أن يسلك على أثر بطل هذه الرواية ويسيح في أقاليم الأرض ليجمع السمسمات السبع ويدخل بلاد الصاد الواسعة التي هي أعظم أرضٍ للعبادة.

وعلى الرغم من أن هذا العمل الأدبيّ يستلهم التاريخ وأعلامه، إلا أنه يقدم قراءةً للحاضر العربيّ والإسلاميّ، واستشرافاً لمستقبلهما، من خلال الأسئلة الوجوديّة الكبرى حول الإنسان والخالق، والغاية من الخلق وحقيقة المعاد، والخير والشر، والمعرفة والحبّ...

يسافر بنا الكاتب في هذه الرواية ضمن سلسلة موسوعته الروائيَّة التاريخيَّة العرفانيَّة في سِفْر روحيّ جديد إلى بغداد طوال القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي مع الجنيد البغدادي وطائفةِ أهل الاستبصار، فنعايش قيام حضارة عربيَّة إسلاميَّة زاهية على أنقاض حضارتين آفِلَتَيْن: حضارة فارس، وحضارة بيزنطة. ونلامس عن قربٍ تأسيسَ العلوم اللغويَّة، والمذاهب الفقهيَّة والكلاميَّة والفلسفيَّة. كما نتابع بشغفٍ محاكمةَ ابن حنبل في محنة خلق القرآن، ومحاكمةَ سمنون المحبّ وأصحابه في قضيِّة العشق الإلهيّ، ونتبيّن ملابساتِ السياق الذي أدَّى فيما بعدُ إلى محاكمة الحلَّاج وصلبه ثم قتله. نتابعُ بطلَ الرواية في جميع مراحل حياته، وهو يُؤَسِّسُ لمرجعيَّةٍ عرفانيَّة وحضاريَّة قوامُها الحُبُّ والمعرفة والإيثار، في عالمٍ تحكُمُه تَيّاراتٌ فكريَّةٌ متبايِنَة، ومؤامراتٌ سياسيَّةٌ مختلفة...

...ثم كانت المقاومة، تلك القوة التي سطرت أروع ملاحم البطولة الأسطورية في وجه آلة العدوان، ودونت صفحات لا نظير لها في سفر الشموخ والإباء والكرامة. بضعة آلاف من الشباب الأبطال المجاهدين من مقاتلي "حزب الله" استرخصوا الحياة وقاتلوا بشجاعة نادرة، وبكفاءة قتالية نادرة، وصانوا شرف ثلاثمائة مليون عربي مرغت الصهيونية كرامتهم منذ نصف القرن ويزيد.

هذه اليوميات مزيج من التسجيل الوقائعي ومن الحديث عن الذات... وما سيجده القارئ فيها ضافياً وطافحاً هو البوح الذاتي أو البوح بتفاعل الذات مع ما جرى، فهي في المقام الأول شهادة.

تحكي الراوية ـ مهرة بنت عُبَيْد ـ سيرتها عن الفترة التي قضتها في أميركا كطالبة والتي تعيشها الآن في القاهرة كامرأة عاملة مستقلّة. تسرد مهرة «حياة الذات النسويّة» في هذا العالم، التجارب السياسيّة والاجتماعيّة والعاطفيّة التي شكّلتها، ألم الدهشة والصدمات والاكتشافات الصغيرة التي تتراكم لتؤكّد في النهاية أنَّنا لا نبقى إلاّ مع وحدة هائلة بالرّغم من وجودنا في أماكن شاسعة مزدحمة.