المبدعون عشاقا

فتنة اللاممتلك وسحر المنادى الغائب

Author: شوقي بزيع
Publisher: دار المدى
ISBN: 9789933725006
Series Name:
Format: Paperback
Age From: 0
Age To: 0
Publishing Date: 2025
Number of Pages: 268
Edition: 1
Editor:
Translator:
Illustrator:
Language: Arabic
Condition: New
https://erpxcloud-halabi.odoo.com/web/image/product.template/110702/image_1920?unique=6b0cea1

8.00 8.0 USD 0.00

8.00 ل.ل

Not Available For Sale

This combination does not exist.

حين شرعت في الكتابة عن الحياة الزوجية للكتّاب والفنانين، التي تمخضت في وقت سابق عن كتاب «زواج المبدعين \ ثراء المتخيَّل وفقر الواقع»، لم أطرق أبواب هذا الموضوع الشائك بدافع بحثي أكاديمي، وأنا لست متخصصاً في علوم الاجتماع والنفس، بل كان دافعي الى ذلك اعتقاد شخصي مفاده أن المؤسسة الزوجية التقليدية، التي عثر البشر من خلالها على ما يكفل لهم بناء الأسرة وحفظ النوع وتأمين دورة الخلق، ليست الحاضنة الأمثل لمواهب أحفاد بروميثيوس، سارق النار الإلهية، ولا لأمزجتهم العصية على التدجين. وتكفي العودة المتفحصة الى السيَر الشخصية لهؤلاء، لكي نصل الى الاستنتاج بأن الطرف الوحيد الذي يمكن له أن يشاطر المبدعين نومهم ويقظتهم وأسرّتهم على نحو دائم، هو هاجس الخلق والابتكار، وهو اللغة التي ينذرون لها حيواتهم القصيرة، رغم أنها تشل قدرتهم على القيام بأي عمل جوهري آخر، ولا تقبل ضرّة أو شريكاً، سوى الحرية.

ولما كانت النماذج المتناولة في الكتاب السابق، قد اقتصرت على المبدعين الذين انضووا تحت عباءة المؤسسة الزوجية، فقد ارتأيت أن أتناول في هذا الكتاب كوكبة أخرى من المشتغلين بالكتابة والفن، الذين تعذر عليهم الزواج ممن يحبون، أو الذين عثروا على ضالتهم خارج الأقفاص الضيقة للمؤسسات، ورأوا في الحب والوله العاطفي، ما يكفل لعلاقتهم بالآخر المعشوق المشروعية الأخلاقية التي تحتاجها. وأستطيع القول في هذا السياق بأن الكتاب الجديد «المبدعون عشاقاً» هو مكمل الكتاب السابق وامتداده الطبيعي، بقدر ما تمكن قراءته ككتاب مستقل. ولا بد من الإشارة في الوقت ذاته إلى أن التجارب المتضمنة في هذا الكتاب، ليست سوى عينات قليلة من تجارب المبدعين مع العشق، التي حال بيني وبين مقاربتها جميعاً، عدم توفر المصادر المعرفية اللازمة من جهة، وتعذر جمعها في كتاب واحد من جهة أخرى، وهو الأمر نفسه الذي حدث في الكتاب السابق.

واذا كان هذا الكتاب غير معني في الوقت ذاته، بتقديم أجوبة يقينية وحاسمة حول أمور الحب وإشكالياته، فإنه معني بطرح تساؤلات مختلفة حول العلاقة بين العشق والابداع، وما إذا كان المبدعون على نحو عام أكثر براعة من سواهم في الشؤون المتصلة بالقلب والشغف العاطفي، وعما إذا كان الأمر في حال صحته، عائداً الى تكوينهم العصبي الجامح وشغفهم العارم بالحياة، أم الى سطوة اللغة وفتنتها وقدرتها الفائقةعلى الإغواء. إضافة الى أسئلة أخرى من مثل: هل الحب هو الفردوس الرمزي للكتّاب والمبدعين، أم هو جحيمٌ آخر مغاير لجحيم الزواج؟ ولماذا يشكل الحب الحافز الأكثر استدعاءً لشياطين الكتابة ونيران المكابدات؟ وهل يضمر الحب باللقاء ويضطرم بالغياب؟

على أن النقطة الأبرز التي ينبغي الالتفات إليها في هذا الصدد، هي أن الأبعاد المفهومية المجردة لموضوع الحب والعشق، لا تمتلك، على أهميتها، اللحم والدم الضروريين للحياة الحقيقية، ولا يتوفر لها النبض الكافي لصناعة عاشقَين. وبما أننا لا نعرف شخصاً بعينه اسمه الحب، بل بشراً بلا عدد، قُدِّر لهم عبر العصور، أن يخوضوا هذه التجربة بما فيها من مسرات ومكابدات، فقد آثرت في هذا العمل تعقب هذه العاطفة الانسانية المتوقدة، من خلال تمثلاتها المختلفة على أرض العلاقة المحسوسة بين المحبين، لا في سماوات الأفكار والتصورات، والتوليدات الذهنية الصرفة.

هل العشق منفى المحبين أم ملاذهم الآمن؟

8.00 8.0 USD 0.00

8.00 ل.ل

Not Available For Sale

This combination does not exist.