سماء القدس السابعة
هي رواية احتفاء بالمكان، وبالشخوص، بمدينة نصِّيَّة وقدرية. لكنَّها أيضاً مراجعة للمُسلَّمات، والشعارات، وحتَّى للفعل الفدائي المُبكِّر، الذي لم يكن، رغم فداحة التضحيات وسُمُوِّها، والمرجعيات الثقافية للمناضلين، ليفضيَ إلى انعتاق المدينة، بحَجَرها وبَشَرها. وعن الإدراك المُبكِّر أنَّ القُدْس، المحاصرة بالأغاني الحماسية، والشعارات الجماهيرية، والتصريحات الرسمية، ليست هي قُدْس النَّاس الذين كان عليهم دفع الثمن دائماً. وليست هي القُدْس الدينية، التي حاصرت نفسها في نحو كيلومتر مربَّع داخل السور، لقرونٍ، رغم معاناتها من جراحٍ لن تندمل، ومن مُحتَلٍّ إلى آخر، ومن فاتحٍ إلى فاتح، ومن شقيقٍ دموي إلى شقيقٍ لا يقلُّ دموية وجهلاً. وليست هي القُدْس المكتوبة بفَهْم المنتصرين. بل هي القُدْس المستعصية التي تُكتَب هنا، وللمرَّة الأولى، بهذا العمق والاتِّساع والشخوص مُتعدِّدي الإثنيات والقوميات.