سيدات القمر
رواية سيدات القمرة للروائية العمانية، جوخة الحارثي، قد حصلت ترجمتها الانجليزية على جائزة مان بوكر العالمية لهذه السنة، الرواية التي صدرت سنة 2010 عن دار الأدب، تحكي الرواية عن تاريخ سلطنة عمان الذي شهد تطورا، من الناحية الكفاحية النسوية حيث استطاعت نساء عمان أن يواكبن الحداثة في مجتمع محافظ، فالرواية تكشف عن صورة تحول بلد الكاتبة بعد مرحلة الاستعمار، فتنقلنا الرواية عبر محطات عدة، فنسافر معها برا عبر السيارات والحيوانات والطائرات، ونحارب ضد الاستعمار الإنجليزي، ونشارك في تهريب السلاح وتجارة الممنوعات، ونغوص في الصحاري العربية والحضر بسلاسة، كما نتنقل عبر مراحل الزمن المتعددة.
حيث تغوص بنا جـوخـة الحارثي عـبر أغوار المجتمع العـُماني وطقوسه وعاداته، وتـرسم شخصيات ذات حـمولة واقعية ورمـزية، منـغـرسة في صـلب الأحداث المنطوية على مواجهة حيوية بين قـوى متطلعة إلى تـغـيـير بنـيات الماضي وتقاليد موروثة تجثـم بقوة لتـعـوق تحولات يفرضها العصر وقانون الحركة. وتـضـطـلع لغة الكلام وسلاسة السـرد بدور فنـيّ يـمزج مشـاهدَ وصفِ اليـوميّ بمنـطق السـحر والخرافات الذي يـُضفي على فوضى الأشياء وغموضها، غلالة من الاتـّـسـاق الجاذب، خصوصا وأن أحداث الرواية تدور في قرية نائية وهي "العوافي" فالكاتبة قد أدخلتنا إلى عوالم القرية من خلال حياة ثلاث شقيقات يعشن مرحلة التحول التي شهدها المجتمع العماني ذو الطابع التقليدي المحافظ خلال الحقبة التي تلت مرحلة الاستعمار، وذلك من خلال تداخل مصائر شخصيات الرواية، والحب والحرمان نتعرف على المجتمع العماني بمختلف طبقاته وفئاته .. من أفقر أفراده إلى الأثرياء الذين ظهروا حديثا في عمان ومسقط.. تبدأ الرواية من حجرة صغيرة لتنتهي في عالم أرحب". كما تطرقت الكاتبة إلى قضية العبودية في عمان على شكل هامشي من الرواية.